
تقرير عن ورشة العمل الإقليمية مع الزميلة خزامى مكارم
أصبحت قضية العدالة المناخية في مقدمة القضايا التي حظيت باهتمام متزايد على صعيد الأجندات العالمية لضمان حقوق الإنسان في العدالة الإجتماعية، وجاءت كرؤية للتوفيق بين الدول الكبرى المتسببة في التغير المناخي وتلك الفقيرة التي تتحمل العبء الأكبر من آثاره إما لناحية انخفاض حصة الفرد من المياه والهشاشة الزراعية وتدهور الأراضي والهجرة المناخية، أو لناحية زيادة انتشار الأمراض وتهديد الحياة وحتى الوجود للدول الجزرية الصغيرة.
وانطلاقا من أهمية وسائل
الاعلام في نقل أصوات المجتمعات المهمشة والمتضررة من آثار التغير المناخي إلى
دوائر صنع القرار وضرورة المحاسبة والمساءلة في السياسات المناخية من خلال التغطية
الصحفية، نظمت شبكة المنظمات العربية غير الحكومية ANND بالتعاون مع "Bread for the world" ورشة عمل إقئليمية في العاصمة الأردنية عمان بين 15 و19
أيلول/ سبتمبر بعنوان: "العدالة المناخية في الصحافة"، والتي استهدفت تدريب إعلاميين وصحفيين في كل من مصر، لبنان، فلسطين، سوريا، والأردن
يعملون في منصات إعلامية متنوعة تشمل المكتوبة والمسموعة والمرئية والرقمية.
افتتحت الورشة بكلمة مستشار
برنامج العدالة المناخية في برنامج حوار Bread for the World في منطقة
غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA) "فرديناند جيركي" التي تعمل في أكثر من 80 دولة حول العالم ،أوضح فيها اهتمام المؤسسة بمكافحة آثار تغير المناخ
والمدافعة عن حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الإجتماعية، كما أشار إلى أهمية الإعلام
ودوره الفاعل في مواجهة قضية التغير المناخي والدفع نحو العدالة المناخية من خلال رفع
أصوات الفئات المستضعفة من اجل خلق عالم عادل، وأكد على أن الورشة التدريبية تأتي
في سياق أهداف المؤسسة وتطلعاتها. كما تحدث رامي أبي عمار، مسؤول برامج وابحاث في
الشبكة العربية عن عمل الشبكة في انتاج
المعرفة وبناء القدرات وخاصةً ضمن إطار مجموعة عمل
العدالة المناخية التي تهدف الى تعميق الفهم المشترك لقضايا وتحديات تغير المناخ
والتدهور البيئي في المنطقة العربية وأبعادها وانعكاساتها السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والسعي إلى خلق وتطوير الحوار الاجتماعي حول الحقوق البيئية لاسيما من
خلال الصحافة والاعلام .وختم
المدرب الرئيسي في الورشة حبيب معلوف بالحديث عن الهدف من الورشة والمتمثل بان يصبح للاعلامي قضية يدافع عنها
وان يجعل قضيته اولوية في وسائل الاعلام يفرض نفسه ومواضيعه عليها، كما هي الحال
مع الكوارث المناخية التي تفرض نفسها بويلاتها
واكلافها على المجتمعات، بالاضافة الى تشكيل شبكة من الاعلاميين العرب من كل
البلدان للتشبيك وتقوية القدرات والتاثير والدفاع عن قضايا البيئة والمناخ وحماية
الاعلاميين المدافعين.
وانطلقت الورشة التدريبية بنشاط
تعارف بين المشاركين نظمه وأعدّ له مسؤول العلاقات العامة في الهيئة الفلسطينية
للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا" "حلمي أبو عطوان".
توزعت الورشة التدريبية التي
امتدت على مدار ثلاثة أيام إلى عدة جلسات تفاعلية، وتناولت مجموعة من المواضيع
والقضايا البيئية تحدث فيها الكاتب والصحافي البيئي "حبيب معلوف" مرفقة
بمداخلات من مديرة جمعية دبين للتنمية البيئية "هلا مراد" ، والصحفي
وصانع الأفلام الوثائقية "مصعب صبح"، ومدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد
الجوية في جامعة الدول العربية " د.محمود فتح الله".
قدم معلوف لمحة تاريخية عن
قضية التغير المناخي مشيرًا إلى الإتفاقيات الدولية المتعلقة بهذه القضية وكيفية
الإستجابة لتغير المناخ، مشددا على مبدأ "التخفيف" بمفهومه الشمولي وموضحًا
بأن " تحقيق هذه الغاية لا يمكن دون إعادة النظر في النظام الحضاري المسيطر الذي
حول الإنسان إلى كائن مستهلك، قائلًا بأن الحل يكمن في تغيير النمط السلوكي
والثقافي والأخلاقي والإنتاجي والإقتصادي على مستوى الأفراد والسياسيات".
وتحدث معلوف ايضا عن أبرز
القضايا البيئية في المنطقة العربية وارتباطها المباشر بالعدالة المناخية وكيفية
طرحها في الإعلام، مؤكدًّا على أن "مقاربة أي قضية بيئية لا بد من أن ينطلق
من فلسفة الوجود الشاملة وأن يدافع عن المصالح العليا كالمصلحة في الحياة
وديموتها".
كما ولفت إلى الدور الإعلامي
في تغطية مؤتمرات المناخ منوّهًا بضرورة "الفهم الجيد للخلفية السياسية
والمالية للمفاوضات الدولية حول المناخ، وبأن يكون الصحفيون على دراية بتعهدات
الدول للتخفيف من آثار التغير المناخي لضمان تغطية سليمة وفاعلة.
وفي السياق، أشار مدير إدارة
شؤون البيئة والأرصاد الجوية في جامعة الدول العربية " د.محمود فتح
الله"
إلى دور جامعة الدول العربية
في توحيد المواقف العربية لضمان صوت موحد للدول الأعضاء في مفاوضات المناخ ، كما
وتحدث عن كيفية عمل "المجموعة التفاوضية العربية" في مؤتمر الأطراف بدءًا من الإجتماعات التحضيرية
قبل المؤتمر وصولا إلى تنسيق الإجتماعات اليومية للخبراء العرب المعنيين بمتابعة الموضوعات المطروحة على مائدة المفاوضات خلال
المؤتمر، لوضع وتعديل استراتيجيات التفاوض لتحديد وتمثيل الموقف العربي والدفاع عن
مطالبه".
وكان لمديرة جمعية دبين
للتنمية البيئية "هلا مراد" مداخلة تحدثت فيها عن معاناة الفئات المهمشة
من آثار التغير المناخي رغم أنها الأقل مساهمة في أسبابه، الأمر الذي يستدعي تطبيق
مبدأ العدالة البيئية والمناخية التي تضمن التوزيع العادل والمنصف للمنافع
والأعباء المرتبطة بالمناخ، وأشارت مراد إلى "الحلول الزائفة" التي يتم
الترويج لها كحلول لمشكلة تغير المناخ، مؤكدة على أن "الحلول يجب أن تكون ضمن
النظم الطبيعية وسياقاتها".
كما سلّط الصحافي "مصعب
صبح" في مداخلته على "أهمية السرد القصصي في أزمة المناخ باعتبارها أداة
فعالة لخلق التفاعل وجذب الإنتباه نحو قضايا البيئة"، مؤكدا على دور السرد في
تعزيز مفهوم العدالة المناخية من خلال عرض قصص حقيقية من واقع المجتمعات المتأثرة
مما يجعل العدالة جزءًا من الحوار العام ويدفع إلى التغيير في السياسات والتشريعات
المتعلقة بالمناخ.
في ختام الورشة اجمع المشاركون على خلق "شبكة لإعلاميي المناخ العرب" تحمل قضية الدفاع عن الحياة، البيئة، والمناخ، وتهدف إلى تقوية القدرات الإعلامية العربية في الشأن البيئي، وتضمن التعاون فيما بينهم لزيادة التأثير والوعي بقضايا البيئة... وفتحوا في النهاية جولة اولى من النقاش حول اهداف هذه الشبكة التي يفترض توسيعها لتشمل كل الدول وان يكون لها شرعة واعلان مبادئ وكيفية توسيعها وتمثيل الدول وان يكون هناك منسقين من كل دولة ومنسق عام بالاضافة الى تحديد شروط العضوية والهيكلية التنظيمية وان يكون لها منصة او موقع وهيئة استشارية وهيئة اصدقاء وان ترعاها في المرحلة الاولى شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية ANND
احدث المنشورات
