حين تقتل كرامة المرأة بصمت..اثنا النزاع المسلح - كريمة مرشد
حين تقتل كرامة المرأة بصمت..اثناء النزاع المسلح - كريمة مرشد
بداية استعادة كرامة.
في زاوية منسية من بلادي، شاهدت وجوها انهكها النزوح، ونسا تبتلع الامهن كل لحظة صمت.
لسن ضحايا حرب فقط، بل ضحايا اهمال مسؤل فقد ضميره.
وعليه ارفع تقريري هذا لكم أيها السادة، وكلي غضبا، وقهرا بعد خروجي من ثلاثة مخيمات مكتظة بنسا معنفات في م، دار سعد.
ارفع تقريري هذا مؤكدة لكم بأننا اليوم وبعد ماسمعناه من أفواه تلك النسوة المعنفات لسنا بحاجة لتقرير او أرقام بل لصرخة
نعم صرخة توقظ من نام ضميره، وتذكره ان بين تلك الخيام نساء بلا مأوى، حفاة عراة، ضماه، ابسط مقومات الحياة الكريمة تكاد تكون معدومة، ناهيك عن اطفالهن فلذة اكبادهن تمشي على الأرض بلا امان. نسا لا ابالغ ان قلت حتى أعراضهن انتهكت على أيدي ذياب بشرية.
نعم نحن نحتاج صرخة توقظ من نام ضميره بأن هناك كرامة تسحق كل يوم.
نعم أيها السادة..
ماتحتاجه تلك النسوة ليس وعودا تكتب في الاجتماعات بل موقفا إنسانيا حقيقيا يصنع حدا لصمت طال أكثر مما ينبغي..
في كل خيمة وجع لا يروى، ودمعة تنتظر من يمسحها فلنكن نحن البداية.. بداية استعادة كرامة تقتل بصمت كل يوم، ولن تكون تلك البداية الا بطلب مراجعة ملفاتكم، والنظر لتلك ألفية من النساء بعين البصيرة خاصة بعد ماروته النازحة ح. م. ح التي فقدت ابنتها البالغة من العمر عشر سنوات حين خرجت الشارع لتبحث عن قوت يومها، ولم تكن تعلم أن لعبة الاقدار سبقتها لترمي بها بين ايدي ذياب بشرية لاتعرف الرحمة لتقوم بهتك عرضها ورميها جثة هامدة على قارعة الرصيف، وهذا مااكدته النازحة د. م. عن مسلسل الانتهاكات الذي يتعرض له ازواجهن من قبل رجال الأمن والغرض منه استغلالهن.. قايلة اخذوا زوجي بدون اي اسباب وحين ذهبت جهة أمنية للبحث عنه وعن مااذا سيطلقون سراحه اجابني رجل الأمن متى ماكنتي عاقلة ووافقتي على طلبي بالنوم معي ليلة وحدة فقط.. او دفع مبلغ وقدره.. بالتأكيد بنفرج عنه..
ثم إضافة النازحة ف. ع. ا معاناتها قايلة.. زوجت بنتي القاصرة من رجل يكبرها في السن والسبب هو الوضع الاقتصادي الذي نمر به من فقر وعدم امان وكان الزواج عبر خطابات، ولم أكن أعلم اني سلمت بنتي للمجهول فبعد زواجها منه علمت من اول مكالمة هاتفية لي منها ان الزوج يتاجر في الممنوعات وقام بضربها.. وانقطع الاتصال بيني وبينها ولااعرف مصيرها لحد الان.
واختتمت النازحة ا. د معاناتها موضحة لنا عن رحلة نزوحها من ريف بلادي إلى وصولها المدينة كيف وقعت ضحية النزاعات المسلحة للبحث عن الأمان بعيد عن أصوات الرصاص والمدافع فوجدت نفسها ورا قضبان السجن متهمة بقضية خطف طفل ليس لها ذنب فيها ذنبها الوحيد هو سلامة النية والثقة بالآخرين وغريمها النزاعات ومسول بلا ضمير.. وحظ سي قادها للوقوع بأيدي مسؤل أمن حاول مساعدتها والبحث عن عمل لها في منزله لخدمة عايلته مقابل مبلغ يساعدها في متطلبات الحياة، وأثناء إقامتها في منزله تم اختطاف طفله، ووقعت أصابع الاتهام عليها.. حاولت اقناعهم بانن لايد لها في ذلك دون جدوى وتحت الضرب والتعذيب بالكهرباء في السجن والاعتداء عليها اعترفت بذنب لما ترتكبه ووصل الحال بها إلى تناول عقاقير طبية للنوم.. دخلت بعقلها وخرجت بنص عقل وبعد خروجها من السجن لعدم وجود الادلة. رمي بها في احد مراكز النازحات..
أيها السادة تتجلى لكم الحقيقة كعين الشمس عما سببته النزاعات المسلحة، وكيف تحولت المرأة في بلادي من امرأة صالحة تخدم المجتمع إلى امرأة منكسرة في السجون، وحطام انسان مرمية في خيم النازحات..
ابعد كل هذا لاتستحق منا تلك الضحايا لصحوة ضمير...